قلّل رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل من تحركاته من دون أن يخفّف من حركته، فكانت بكفيا مقرًا ثابتًا جسديًا إنما مفعم بالحياة سياسيًا.
يشرح الجميّل في حديث صحافي أن الحركة السياسية التي يجريها في ظل الأوضاع الراهنة تنطلق من ثابتة أساسية، وهي أنه لا يمكننا الاستمرار بالمراوحة، وهذا واقع اللبنانيين جميعهم، مقدّرًا ضخامة المواجهة مع منظومة تمتلك القدرات العسكرية والأمنية والسياسية والتفرعات الإقليمية، لكن هذا الأمر لن يجعلنا نيأس، وقرّرنا المواجهة.
يؤكد رئيس الكتائب أن الحملات التي شُنّت عليه وعلى الحزب تندرج في إطار السياسة الشمولية التي يعتمدها "حزب الله" والتي لا تقبل رأيًا مختلفًا، إلّا أنها لم تثنِه عن الاستمرار والعمل والمواجهة، إذ لا خيار آخر إذا أردنا الاستمرار في الوطن، لافتًا إلى أن حزب الكتائب والمعارضة يملكان العديد من الأوراق ولديهما خطة للمواجهة ولن يقفا مكتوفَي الأيدي.
لا يخفي الجميّل مخاوفه من صفقة أو تسوية تكون على حساب الفريق السيادي، وبالتالي على حساب البلد، وهذا الواقع يمكن أن يحصل إذا بقيت الجبهة المناوئة للحزب مفككة، فسيكون المفاوضون أمام فريق واحد يفرض شروطه ويناور وحيدًا.
وفي هذا الإطار يعود ويشدد على أهمية بناء جبهة متفقة ومتعاضدة من مختلف الأطراف الرافضة للأمر الواقع ولتعطيل جهود حزب الله في عملية اختطاف البلاد، وهي يمكن أيضًا أن تخلق توازنًا داخليًا وإقليميًا يغيّر المسار القائم بكليته ويدخلنا كفريق أساسي في جميع المفاوضات التي تجري لما بعد الحرب.
وعن الحرب وما يجري في الجنوب لا يرى الجميّل حربًا واسعة في الأفق حتى لو توسعت دائرة الاستهدافات في الأيام الاخيرة، إلّا في حال الوصول إلى أمورٍ أكبر ناجمة عن تصعيد عسكري إقليمي بين إيران وإسرائيل أو اتخاذ قرارات ميدانية غير محسوبة، كما يعتبر أن حزب الله وإسرائيل لا يريدان الحرب، وسيستمرّان بالمفاوضات من أجل الوصول إلى اتفاق.
لا يغيب عن الجميّل ما يجري على صعيد الحكومة وطريقة عملها وخصوصًا على المستوى التعدي على الصلاحيات، معتبرًا أن كل ما نشهده في لبنان اليوم ليس دستوريًا ولا قانونيًا، وأبرز المخالفات هو قانون الموازنة، ولميقاتي اليوم غطاء من حزب الله للقيام بما يشاء، ونواجه مرحلة وضع يَد على كل الدولة من قِبل فريق حزب الله.
وينهي الجميّل قائلا: "إن أجمل ما في المواجهة التي نخوضها اليوم أن قرارنا بيدنا وهو قرار وطني محض يُبدّي المصلحة اللبنانية أولًا، وأخيرًا".